الأمل المدير العام
عدد الرسائل : 307 العمر : 38 الدولة : 0 تاريخ التسجيل : 12/04/2008
| موضوع: الحياء شعبة من ايمان 30/09/08, 06:30 pm | |
| [center][b]الحياء شعبة من الايمان ان الحياء من اقوى البواعث على الاتصاف بما هو حسن واجتناب ما هو قبيح . واذا تخلق به المرء سارع الى مكارم الاخلاق ونأى عن رزائل الصفات وكان سلوكه سلوكا نظيفا مهذبا ؟ فلا يكذب في القول ولا تطاوعه نفسه في اقتراف الاثم ولا تطارده للميول الفاسدة ولايستبد به الهوى او تتغلب عليه نزغات الشيطان . والحياء بهذا المعنى هو الذي عناه الرسول صلوات الله وسلامه عليه وهو يحض صحابته على الاستمساك بعروته _ بقوله { استح من الله استحيائك من ذي الهيبة من قومك } والاستحياء من الله بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال { استحيوا من الله حق الحياء . قالوا : يا نبي الله انا لنسنحي والحمد لله . قال : ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء : ان تحفظ الراس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى وتذكر الموت وما بلى .... ومن اراد الاخرة ترك زينة الدتيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء } رواه الترمذي فالحديث يشير الى ان الحياء ليس هو التغير والانكسار الذي يعتري الانسان من خوف ما يذم عليه ولكن الحياء يتمثل في امور : 1_ حفظ الحواس من السمع والبصر واللسان من ان تاتي منكرا او تفعل ما تذم عليه ... 2_ حفظ البطن من الشراهة وكثرة تناول الطعام وحفظها من اكل ما حرم الله وحفظ الفرج من الزتل والرفث ... 3_ ترك ما حرم الله من زينة الدنيا .. فهذا هو الحياء الكامل الذي يريده الله للناس . و الانسان اذا تحلى به يبلغ نهاية الكمال واذا تخلى عنه سارع الى الشر وسمج وجهه فلا يبالي بالشتم ولا الصخب ولا الغدر ولا بارتكاب أي محظور ومن ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى : اذا لم تستح فاصنع ما شئت } رواه البخاري ومسلم وهو ما نظمه الشاعر بقوله : اذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش من خير ولا الدنيا اذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقى الحياء
أي ان مما عرفه الناس من مواريث التبوة ان المرء اذا تجرد عن الحياء فانه اهل لارتكاب كل منكر وشر وكل ظلم وبغي لصفاقة وجهه و جرأته على هتك الحرمات وتوجد احاديث كثيرة عن الحياء .فقد دخل ابو بكر وعمر على رسول الله وكان جالسا كاشفا عن فخذه فلما استأذن عثمان ارخى عليه ثيابه فسألته عائشة عن سبب ذلك فقال { يا عائشة الا استحي من رجل والله ان الملائكة لتستحي منه } رواه ابو داوود . ولقد كان من نتائج الاعراض عن هذه التعاليم ان تفشى في المجتمع الاستهتار بالقيم الرفيعة والاستهانة بالتقاليد الحسنة والتجرد من الفضائل الموروثة وانتشرت الرزائل واخذت طريقها في افساد القوب والعقول فمن مناظر التبرج وعرض مفاتن الجسد الى اغان رخيصة مبتذلة الى كتب جنسية مثيرة الى قصص عابث الى صور فاضحة تنشر في الصحف والمجلات الى افلام سينمائية تغري بالفسق والفجور الى كثير من امثال هذه النقائص التي تسلب الانسان الحياء وتزين له الشر وتغمسه في الشهوات والاثام . ويجب الضرب على ايدي هؤلاء العابثين ووضع خطة محكمة لتطهير المجتمع المسلم من هذه السيئات الموبقة وتخليصه مما ران عليه من دعاة الاباحية والتحلل .. كما يجب على الاباء والمربين ان يأخذوا ابنائهم بهذا الخلق ويرشدوهم الى ما ينبغي فعله وما يتبغي تركه من الاقوال والافعال . وعليهم ان يتخيروا لهم الاصحاب والاصدقاء من ذوي الاخلاق الحسنة ويجنبوهم رفقاء السوء ومخالطة التافهين والسفلة من الناس وانتقاء الكتب الصالحة واختيار القصص التي لهم تأثير خاص في التوجيه الحسن الذي له شأنه في اكتساب هذا الخلق الكريم . وبمثل هذه الاساليب يتشأ الابناء التشأة التي تجعل منهم افرادا صالحين للحياة وعاملين للخير والنجاح ؟ ومما تجب ملاحظته : ان على المربي ان يكون حكيما فلا يبالغ في اخذ الناشئين بهذا الخلق حتى لا يصل الى حد الخجل فان ذلك مفض الى ضعف الشخصية وصرف النفس عن ارتياد معالي الامور واقتحام المشاق والجرأة في الحق ففي البخاري وغيره عن عائشة انها قالت : << نعم النساء نساء الاتصار لم يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين >> . وبهذه التربية الحكيمة تصل النفس الى اسمى ما فيها من سمو ..........................
منقول عن كتاب اسلامنا للسيد سابق] [/b][/size][/b] [/center] | |
|