عندما تبدأ القلوب بالبكاء.... وتشق الدموع طريقها في الآعماق.... عندما تغرب خيوط الأمل للحظات من عمر الإنسان ... عندما يُخيل إليه ان الشمس لا آثر لنورها الساطع... والسماء تلبدت بأقتم الغيوم ... عندما تهيج العقول وتطغى .. ويعم الخوف كبرق .. تسمع بين ثنايا ذلك الواقع.. أنات مسئ.. زفرات تائب... كلٌ يرجو ... يدعو.. وكلٌ اختلس هذه اللحظات في ظلمات الليل ليناجي الخالق... ويرجو شيئا... يرجو أن تخفف بلواه ... ويعفى عن زلاته... يدعو أن تقبل دمعته... وتنسى معصيته... يتمنى في ذلك الوقت... لو أن القلب غير القلب... والعمل غير العمل... يتمنى لو تنقلب السماء أبوابا لتشق دعواته طريقها من خلالها... تجده راكعا... ساجدا... لا يتمنى أن يرفع من سجوده...
يقول:يا رب قد غلب النور بشرود المعصية وظلامها ... فاكتب لي ربي إشراقا للنور في قلبي... يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة... فلقد علمت بأن عفوك أعظم يا رب...
يظن الناس بي خيرا وأني
لشر الناس أن لم تعف عني...
فيا لقلوبنا القاسية... ويا لعقولنا الجاهلة... نمسي وذنوب لنا قد وصلت عنان السماء... ونصبح وكان الليل لم يخلق إلا لعبث نعيشه... ولهو نقضي عمرنا فيه... وسحر نغفل فيه قول ربنا وهو متنزل في السماء الدنيا هل من داع فأستجيب له؟... هل من ذنب فأتوب عليه؟... ونحن كأهل الكهف نتقلب في فراشنا ... وكأن لم يكن لنا ذنوب لنطلب عفو الله ... كأننا ما أسرفنا في العصيان لنرجو فضل الله... ننام على فرش وثيرة... وننسى هول يوم عسير... ونبني بالأماني قصر دنيا زائلة ونهدم بالمعاصي دارا خير باقية... فليت أنا كنا نسيا منسيا ولم نعص الله...وليت ان السماء اطبقت علينا ولا تجرأنا على الله ... وليت الله يغفر لنا...